نشوان العثماني

نحن أمام القضاء، هناك قضية، هناك محاكمة، ثمة جاني ومجني عليه، هذا هو المشهد الذي عاشته مدينة عدن مؤخرًا، حيث تفجرت قضية جدلية حول مدى تأثير نقل تفاصيل المحاكمات الجنائية عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية على نزاهة العدالة.

مع تصاعد التغطية الإعلامية لبعض القضايا الحساسة، أصبح نشر وقائع المحاكمات بشكل موسع محل نقاش ماثل ومهم حول التأثير الذي قد يطرأ على سير العدالة بشكل صحيح.

وما يثير القلق، إمكانية تأثر الشهود بالمعلومات المنشورة، ما قد يؤدي إلى تقديم شهادات متحيزة أو غير دقيقة. كما أن نشر تصريحات المتهمين وأدلة الإثبات وغيرها، أمام الرأي العام قد يسهم في تكوين آراء مسبقة، يمكن لها أن تهدد بحرف مسار العدالة. 

ومن هنا، يبرز التساؤل الملح حول الحاجة إلى وضع ضوابط ناظمة بين حرية التعبير من جهة، وحماية نزاهة القضاء من جهة أخرى.

– فإذن، ما الذي يُنشر؟ وما الذي لا يُنشر؟

سنتحدث هنا عن “الصحافة القضائية” بصفتها فرع متخصص من الصحافة يركز على تغطية القضايا القانونية والمحاكم.

يتطلب هذا النوع من الصحافة معرفة عميقة بالنظام القانوني ومهارات تحليلية عالية، حيث يلعب الصحفي القضائي دورًا حيويًا في نقل مجريات المحاكمات وتقديم المعلومات القانونية بشكل دقيق وموضوعي للجمهور.

– من هو الصحفي ذات الاختصاص في الصحافة القضائية؟

الصحفي القضائي هو شخص مدرَّب على تغطية الأخبار المتعلقة بالمحاكم والقضايا القانونية. يتميز الصحفي القضائي بفهم عميق للقوانين والإجراءات القانونية، بالإضافة إلى القدرة على تفسير وتقديم المعلومات القانونية المعقدة بطريقة مفهومة، إلى جانب الانتباه جيدًا للمتاح نشره عن غير المتاح.

– متى يجب أن يتدرب الصحفي على الصحافة القضائية؟

يمكن للصحفيين البدء في دراسة الصحافة القضائية خلال مراحل مختلفة من تعليمهم وتدريبهم المهني:

– خلال الجامعة، بأخذ مقررات اختيارية أو تخصصات فرعية.

– التدريب العملي، اكتساب خبرة في تغطية القضايا القانونية.

– بعد التخرج، إذ يمكن للصحفيين الالتحاق بدورات متخصصة في الصحافة القضائية لتعزيز معرفتهم ومهاراتهم.

– التطوير المهني المستمر، في الاستفادة من ورش العمل، الندوات، والمؤتمرات التي تركز على التطورات الجديدة في الصحافة القضائية.

– أهمية الصحافة القضائية

تلعب الصحافة القضائية دورًا حيويًا في نقل وقائع المحاكمات للجمهور، إذ تساهم في:

– تحقيق الشفافية.

– توفير المعلومات، بتقديم القانونية منها على نحو مبسط ومفهوم للجمهور، (عديد المصطلحات القضائية غير مفهومة للعوام).

– مراقبة السلطة القضائية، للمساهمة في منع التجاوزات والفساد داخل النظام القضائي.

– لماذا يجب أن يتجنب الصحفيون غير القضائيين تغطية المحاكمات؟

لأن تغطية المحاكمات تتطلب فهمًا دقيقًا للقوانين والإجراءات القضائية، وأي خطأ في التغطية قد يؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة. الصحفيون غير المتخصصين قد يفتقرون إلى التدريب والمعرفة اللازمين لتغطية المحاكمات بشكل صحيح، مما قد يؤثر سلبًا على العدالة والنظام القضائي. لهذا السبب، يجب أن يتجنب الصحفيون غير القضائيين تغطية مثل هذه الجلسات وتركها للمتخصصين الذين يمتلكون المهارات والمعرفة المطلوبة.

ولذلك،

من المهم جدًا تدريب صحافيين أكْفَاء على هذا النوع من الصحافة المهمة جدًا، نحو تعزيز الشفافية وتوفير المعلومات القانونية لإنارة الجمهور، يتطلب العمل في هذا المجال تدريبًا متخصصًا وفهمًا عميقًا للنظام القضائي، مما يبرز أهمية اعتماد الصحفيين المتخصصين لتغطية المحاكمات والقضايا القانونية لضمان دقة المعلومات وحماية نزاهة النظام القضائي.